يحظى الکتاب المدرسي بعناية کبيرة عند الأمم المتقدمة, فهو غاية وثمرة التعلم والتعليم، به يستطيع الفرد أن يصل إلى درجة المواطنة بامتلاک ثقافته، ومن ثمة يتمثل الفرد المعرفة واستثماراتها في تفاعلاته مع ...
أكثر
يحظى الکتاب المدرسي بعناية کبيرة عند الأمم المتقدمة, فهو غاية وثمرة التعلم والتعليم، به يستطيع الفرد أن يصل إلى درجة المواطنة بامتلاک ثقافته، ومن ثمة يتمثل الفرد المعرفة واستثماراتها في تفاعلاته مع المجتمع فکرا وتواصلا ورؤية وتکوينا؛ أي أن مقاييس الضبط الاجتماعي وقيمه السلوکية والحضارية الراسخة والمتجددة يحفزها ويبرزها إلى السطح في شخصية المتعلم الکتاب المدرسي، ولهذا فإن الثقافة اللغوية الراهنة للکتاب وجب أن يحتويها الکتاب والتي تتمثل في نظرنا في:
1- المناقشة والمحادثة والمناظرة والسؤال والجواب.
2- حکاية القصص والسرد وتمثيل الشخصيات وتقليدها.
3- التقارير والخطب والکلمات والأحاديث.
4- إلقاء التوجيهات والتعليمات.
5- المقابلات الشخصية وإدارة الاجتماعات والمشارکة فيها.
6- وصف الأشياء بالدقة الواقعية، والمحاججة والدفاع عن الرأي وطلب الحجة، والتفسير والحوار والتحليل والاستطلاع والتعليق.
وهذه المناحي يجب أن يتمثلها الکتاب المدرسي لغة وأسلوبا في رأينا، حتى ترقى بعوامل اللغة المعاصرة تخطيطا وتعريفا ومشارکة الواقع بوسائل عرض اللغة الوظيفية وحدودها التي تترک انطباعا تکوينيا غير مباشر، وفضلا عن المادة العلمية فإن طريقة العرض وأسلوب معالجة المضامين وتقديم المحتوى وطبيعة الأنظمة اللسانية المتاحة والأساس التربوي الناتج، تعدّ مداخل إجرائية ومنطقية للمحصول الثقافي اللغوي، فمثلا الترديد وعواقبه الإبداعية في ما بعد التعليم وبصماته النفسية والإيديولوجية والفکرية لما تلقاه المتعلم في الکتاب المدرسي هي التي تکوّن رؤيته للعالم وخصوصا من حيث اللغة تواصلا ومحتوى وتقنية حتى تخلق جيلا غير منفصم الشخصية عن واقعه.