مرضية فيروزپور؛ صادق عسکري؛ حسين کياني؛ شاکر عامري
المستخلص
إستراتيجية الخطاب عملية يقوم بها المرسل لتخطيط الخطاب واستعمال الوسائل اللغوية التي توصله إلى الهدف. تجعل هذه العملية المرسل يختار في المستوي الصرفي، البنى الصرفية المناسبة التي توافق قصده في سياق ...
أكثر
إستراتيجية الخطاب عملية يقوم بها المرسل لتخطيط الخطاب واستعمال الوسائل اللغوية التي توصله إلى الهدف. تجعل هذه العملية المرسل يختار في المستوي الصرفي، البنى الصرفية المناسبة التي توافق قصده في سياق محدّد. من هنا قد يستخدم المرسل البنى الصرفية في غير معناها ويريد بها معنى يدلّ على القصد ويناسب السياق ويستخدم من أبواب الأفعال ما تنقل الهدف إلى المرسل إليه بدقّة وسهولة. هذا، وقد أثّر السياق والهدف على استعمال البنى الصرفية عند عبد المعطي حجازي فجعلاه يستعمل الأفعال في شعره حسب ما يقتضي السياق. يهدف هذا البحث إلى دراسة إستراتيجية الشاعر حجازي في توظيف الأفعال للتواصل مع المخاطب والوصول إلى الهدف. وبما أنّ هذا التوظيف يختلف على أساس السياق، فيعتمد البحث على المنهج التداولي الذي يهتمّ کثيرا بالسياق وعناصره. أمّا النتائج التي توصّل إليها البحث فهي خضوع الأفعال لنفسية الشاعر وسياق کلامه، حيث تعدل الأفعال أحيانا عن زمنها الأصلي إلى التعبير عن الزمن النفسي وتحمل المعنى الموافق للسياق والمقاصد. وإنّ کثرة الأفعال الماضية لدى الشاعر في حديثه عن الغربة في المدينة القاسية تؤدّي إلى أن يخيّل المخاطب أنّ الشاعر قد أنشد تلک القصائد بعد ترکه المدينة، بينما أنشدها الشاعر خلال عيشه في المدينة؛ فمن هنا قد يحمل الفعل الماضي معنى يوافق مقاصد الشاعر ونفسيته في السياق المحدّد. وکذلک قد انحرف الشاعر عن استخدام الأفعال الماضية إلى استخدام الأفعال المضارعة للحديث عن قضية تاريخية؛ ذلک أنّه لم يقصد وصف حادثة تاريخية فحسب، بل أراد من وراءها التعبير عن حالته النفسية في عصره الحاضر. قد وظّف الشاعر أبواب الأفعال حسب مقاصده وجاء بأبواب تکون کوسيلة تنقل المعاني إلى المخاطب وکمرآة تصوّر نفسية الشاعر وأفکاره.