إنَّ المنهج البنيوي أقرب المناهج إلي النص الأدبي؛ لأنَّ النص هو المصدر، ولا وجود للمصدر إلا من خلال النص، و لأنَّ اللغه هي التي تشکل النص و تحدد وجوده و کينونته، و بالتالي، فاللسانيات هي المنهجيه الوحيده ...
أكثر
إنَّ المنهج البنيوي أقرب المناهج إلي النص الأدبي؛ لأنَّ النص هو المصدر، ولا وجود للمصدر إلا من خلال النص، و لأنَّ اللغه هي التي تشکل النص و تحدد وجوده و کينونته، و بالتالي، فاللسانيات هي المنهجيه الوحيده الصالحه لدراسه اللغه في کل تمظهراتها الوصفيه. للتوصل إلي بنيه الأثر الأدبي ينبغي تخليص النص من الموضوع و المعاني و الأفکار و البعدين الذاتي والموضوعي، ليبدأ بعد ذلک تحليل النص في دراسه المستويات البنيويه. نحن نريد في هذه المقاله من خلال المنهج الوصفي – التحليلي أن ندرس البنيويه في مسرحيه شهرزاد و بما أنَّ ضيق مساحه البحث لايتيح لنا الإلمام بکافه جوانب الدراسات البنيويه علينا أن نختار منها ما وجدنا أنه رکيزه أساسيه في تحديد مظاهر البنيويه في شهرزاد وهذه المحاور هي: الفواعل التي تمثل الشخوص في النص، ويوازيها في الخط نفسه المفعول به وهو الهدف أو المغزي من النص، وفي المحور العمودي هناک المساندون والمعارضون و في الوسط هناک محور الأحداث ( الحبکه الدراميه ) للمسرحيه. شخصيات مسرحيه شهرزاد ما هي إلا رموز لنوازع الإنسان وملکاته؛ فالعبد عبد أسود حقيقي ذو مزاج شهواني، و الوزير شخصيه عاطفيه عفيفه و الملک شخصيه زهدت في کل الحياه ي الرمزي ليصبحوا رمزاً لسعي الإنسان الحثيث نحو المجهول. و يري توفيق الحکيم أن حکمه الإنسان في عصورنا الدنيا ولکن تلک العلاقه الخفيه التي تربط بينهم في إنجذابهم نحو شهرزاد هي التي ترفعهم عن المستوي الواقعي إلي المستوي الدلالالحديثه ليست هي التي توجه مصيره بل الذي يوجه مصيره هو قدرته ذلک العفريت المنطلق مِن قَمقَم الحکمه هو العله المباشره لأزمه الإنسانيه في العصر الحديث.