مريم رحمتي؛ أشرف فرهود
المستخلص
إنّ "رزوق فرج رزوق"، أحد الشعراء العراقيين في القرن العشرين، کان زميلا لــ"بدر شاکر السياب" و"نازک الملائکة" الذين نشأوا في جيل واحد وفترة وتوجه أدبي وشعري متقارب، وکذلک کانوا الأعمدة الرئيسية لإنشاء ...
أكثر
إنّ "رزوق فرج رزوق"، أحد الشعراء العراقيين في القرن العشرين، کان زميلا لــ"بدر شاکر السياب" و"نازک الملائکة" الذين نشأوا في جيل واحد وفترة وتوجه أدبي وشعري متقارب، وکذلک کانوا الأعمدة الرئيسية لإنشاء رابطة "إخوان عبقر" في الشعر واهتمّوا إلى امتزاج الأدب القديم بالحديث. اهتمّ الشاعر في ديوانه بأمر اللّغة وسماتها وکيفية استخدام الکلمات والعبارات لإلقاء ما يريده وإيصال مقصوده إلى متلقّيه. هذا المقال بمنهجه الوصفي التحليلي يرمي إلى دراسة أشعاره دراسة لغوية؛ وسنحاول من خلال الغور في بحثنا هذا أن نستکشف ونفرز التوجهات اللغوية في أشعار (رزوق فرج رزوق) وإعطائها تقسيمات رئيسية ترتکز على ثلاث محاور؛ هي الرجوع إلى التراث اللغوي، واستعمال اللّغة المحکية، واستعمال اللّغة البسيطة والسّهلة. إنّ الشّاعر اتّکأ على الموروث الأدبي وأجاد التّعامل معه وأصبح التراث الشعريّ مصدرا من مصادر إبداعه الشعريّ؛ واستلهم ما أعجب به وبصاحبه، من أشعار شعراء العرب ووظّفها توظيفا رصينا في إيضاح فکرته التي أراد إيصالها إلى المخاطب. لم يستخدم الشاعر اللغة المحکية (اللغة العامية) في قصائده إلا القليل، وذلک ما عرفناه من خلال ما قرأنا في أغلب قصائده، وبالنسبة إلى استعمال اللغة البسيطة نرى أنّ البساطة ملأت قصائده وأکثرها کانت خفيفة الظلّ على المتلقّي وغير متعبة للسّامع خالية من الغموض والتّعقيد.