نوع المستند : المقالة البحثیة
المؤلفون
1 أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الخوارزمي، طهران، إيران
2 أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة تربيت مدرس، طهران، إيران
3 أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الخوارزمي، طهران، إيران
4 أستاذة مساعدة في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الخوارزمي، طهران، إيران
5 طالبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الخوارزمي، طهران، إيران
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
عنوان المقالة [English]
المؤلفون [English]
Semantics is a branch of linguistics that studies the meaning of texts. With the development of new rhetoric and the use of different sciences for the analysis of literary texts including computational linguistics, and natural language processing, researchers and semantic experts tried to use these sciences to examine the relationship between words used in the texts. Therefore, for the first time, in the second half of the 20th century, the branch of Statistical Semantics was created, which analyzes the text, using artificial intelligence and statistical methods, and provides us with information about its theme and content.
Lexical chains derived from the research in the area of textual cohesion in linguistics were put forward by Halliday and Hasan first in 1976. It is a kind of external behavior of the continuity of semantic relations between words and has a corresponding relationship with the structure of the text, providing important clues about the structure and theme.
In fact, a lexical chain is a sequence of related words (Wei et al., 2014, p. 2266) that represents the repeated occurrence of a single word or of several closely related words over the course of some fraction of a document and provides a representation of the lexical cohesive structure of the text (Morris & Hirst, 1991), and captures the cohesion that a person consciously or unconsciously follows when s/he writes or talks (Adarve et al., 2007, p. 4).
Generally, lexical chains are one of the newest branches of statistical semantics, which are often used to summarize texts and discover keywords. In English texts, the semantic relations for extracting the lexical chains of the text are obtained by referring to the WordNet network. In Persian texts, these relations are obtained by using the Farsnet network. Regarding the Arabic language, there is a network called Arabic Wordnet (AWN), but some experts believe that it is not comprehensive, and it is necessary to make some corrections and changes to it. The most important semantic relations defined in these networks are Synonym, Antonym, Identity, Hyponymy, Co-Hyponymy, Meronymy, and Co-Meronymy.
Saxena and Saxena (2016) has defined the way of scoring lexical chains, and the effective factors in it as follows:
After making the lexical chains, we should score them. For scoring, this algorithm applied some formulas. The formulas are:
Length (LC) = total number of the particular chain members
The significance of the chain (LC) specifies how randomly a lexical chain is present in the document:
Where:
“Sig” means the significance of the lexical chain in the document, “LC” is the lexical chain, “D” is the document, and “l” is each chain in document D. After finding the significance of the chain, it has some numerical values for each chain. Now the Utility of each chain will be found. For Utility, we should find the relation, whether the word “w” belongs to the chain “LC” or not.
Related (w, LC) = 1, if they are related
= 0, if they are not related
Here, the related means whether the word “w” has any semantic relation with the chain L (synonym, Hyponym, etc.). So, Utility specifies the contribution of the lexical chain in the text document:
After applying these three formulas to each chain, some numerical value is found which is used for finding the strong chains among them (Saxena & Saxena, 2016, pp. 48-49). Strong chains are those which satisfy Barzilay and Elhadad’s “Strength Criterion” (Barzilay & Elhadad, 1997, p. 6):
Score (Chain) > Average (Scores) +2 *Standard Deviation
Where:
Average = average of scores of lexical chain (utility of each chain)
Standard Deviation = Standard deviation of the utility of each lexical chain.
This research investigates the lexical chains of sermons No. 190 and 210 of Nahj al-Balaghah based on Saxena’s theory using the descriptive-analytical method, and according to the semantic relations between the words. The results show that there are 65 lexical chains for sermon No. 190, and the synonymy relationship (40%) and hyponymy (34%) are more used in it. There are 34 lexical chains for sermon No. 210, and the synonymy relationship (35%), antonymy (35%), and hyponymy (24%) are used more in it. The use of words denoting “knowledge” and “teacher” in sermon No. 210 is consistent with the topic “knowledge” mentioned by Dashti, However, the words used in sermon No. 190 indicate that its topic is about belief and morality, contrary to what “Dashti” mentioned in his book.
الكلمات الرئيسية [English]
تلعب دراسة معنى النص ومحتواه دوراً كبيراً في فهم غرض المؤلّف أو المتكلّم. في السنوات الأخيرة، قد ركّز الباحثون على دراسة معنى الكلمات والجمل أكثر من صياغاتها. وإنّما يناقَش هذا المهمّ ـ على وجه الخصوص ـ في الدلالة. فقد أطلقت عليه عدّة أسماء في اللغة الإنجليزية، أشهرها الآن كلمة Semantics. أمّا في اللغة العربية، فبعضهم يسميه علم الدلالة، وبعضهم يسمّيه علم المعنى، والبعض يطلق عليه اسم السيمانتيك، أخذاً من الكلمة الإنجليزية أو الفرنسية (عمر، 1998م، ص 11).
إنّ من أهمّ فروع علم الدلالة، هي الدلالة الإحصائية، ومن أهمّ وأحدث مجالاتها هي السلسلة المعجمية[1]، والتي تمّ تقديم مفهومها لأوّل مرّة من قبل موريس[2] وهيرست[3]، وتستغل التماسك بين عدد من الكلمات ذات الصلة (موریس وهیرست، 1991م، ص 35). وفي الحقيقة، أنها سلاسل من الكلمات في علاقة تماسك معجمي مع بعضها البعض، تميل إلى الإشارة إلى أجزاء من النصّ، تشكل وحدات دلالية (تاتار وآخرون، 2013م، ص 394). تتضمّن هذه الطريقة ثلاث خطوات: 1ـ تجزئة النصّ؛ 2ـ تحديد السلاسل المعجمية؛ 3ـ إيجاد أقوى سلسلة معجمية (نظري ومهدوي، 2019م، ص 125).
وإنّما هناك أنواع مختلفة من العلاقات الدلالية بين الكلمات، من أهمّها ما يلي:
ـ الترادف[4]: الكلمات ذات المعاني المتشابهة؛
ـ التضاد[5]: الكلمات ذات المعاني المتعاكسة؛
ـ التكرار[6]: استخدام نفس المفردة؛
ـ هيبونيمي[7] (علاقة الاشتمال): العلاقة الدلالية بين التبعية أو الانتماء إلى رتبة أو طبقة أدنى، أي: "أ" هو نوع من "ب"، نحو: الفرس هو نوع من الحيوان؛
ـ كو هيبونيمي[8] (علاقة الاشتمال المشترك): الكلمات التي تعتبر نوعاً من الكلمة الأكثر شمولاً، نحو: "الكلب"، و"القطّة" كنوع من الحيوان؛
ـ مرونيمي[9] (علاقة الجزء بالكلّ): العلاقة الدلالية بين كلمة تشير إلى الجزء، وكلمة تدلّ على الكلّ، أي: "أ" هو جزء من "ب"، نحو: الإصبع بالنسبة لليد؛
ـ كو مرونيمي[10] (علاقة الجزئية المشتركة): الكلمات التي تعتبر جزءاً من كلمة واحدة، نحو: الإصبع، والذراع، كجزء من اليد.
إنّ من أهم خطوات إلقاء الخطبة هي مرحلة اصطفاء الكلمات الأكثر ملاءمة للمضامين المقصودة. وبما أنّ أمير المؤمنين عليّاً (8) يعتبر سيّد الفصاحة، والبلاغة، وهو أمير الكلا، فقد أولى اهتماماً خاصّاً لكيفيّة اختيار الكلمات في كلامه، ليؤثّر على نفوس السامعين.
تأسيسا على ذلك، نهدف في هذه الدراسة إلى تحديد السلاسل المعجمية للخطبتين من نهج البلاغة، الخطبة رقم 190 و210 ـ واللتين تكونان حول موضوعين مختلفين، وتتساوى عدد مفرداتهما تقريباً، على أساس العلاقات الدلالية بين المفردات التي نحصل عليها بناء على بعض القواميس، نحو: المَکنز العربی المعاصر، والمعجم المفصّل في المترادفات، والمعجم المفصل في المتضادات في اللغة العربية، والمعجم الوسيط، والقاموس المبسّط. ومن ثمّ، ندرس كيفيّة دلالة أهمّها على الغرض الأصلي من إيراد الخطبتين من قبل الإمام علي (8).
1ـ1. أسئلة البحث
تحاول الدراسة الإجابة عن هذه الأسئلة:
ـ ما السلاسل المعجمية الدلالية التي تشملها الخطبة رقم 190 و210 من نهج البلاغة؟
ـ أيّ علاقة دلالية هي أكثر استخداماً في الخطبتين؟
ـ كيف تدلّ العلاقة الدلالية والسلسلة المعجمية القوية في الخطبتين على موضوعهما، وغرض الإمام علي (8) من إيرادهما، وفهم مضامينهما؟
1ـ2. خلفية البحث
السلسلة المعجمية هي من أحدث اتجاهات الدلالة الإحصائية، حيث عدد الدراسات حولها قليل، وحتّى الآن ـ بحسب تتبّعنا للبحث ـ لم يتمّ تقديم أيّ بحث حولها باللغة العربية. هنا، نشير إلی أهمّ الدراسات باللغة الإنجليزية والفارسية ذات الصلة الوثيقة بها:
لقد تطرق روسيتي[11] وآخرون (2021م)، في دراسة تحت عنوان Exploring Dialogism Using Language Model (= استكشاف الحوار باستخدام نماذج اللغة)، إلى تحديد السلاسل الدلالية باستخدام نموذج لغوي حديث في علم اللغة الحسابي (BERT)، اعتماداً على العلاقات الموجودة بين المفردات في شبكة Wordnet، واستنتجوا أنّ هذه الطريقة هي أفضل من الطرق الكلاسيكية لبناء السلاسل المعجمية.
قد استخدم ذاكري راد وآخرون (2018م)، في دراستهم Lexical Scoring System of Lexical Chain for Quranic Document Retrieval (= نظام التسجيل المعجمي للسلسلة المعجمية لاسترجاع الوثائق القرآنية)، السلسلة المعجمية لتقديم نظام تسجيل معجمي للوثائق القرآنية، مستفيدين من Wordnet كقاعدة المعرفة الدلالية، واستنتجوا أنّ منهجهم المقترح مناسب لنظام IR القرآني.
قد قدم تاتار[12] وآخرون (2013م)، في دراسة تحت عنوان Text Segmentation using ROGET-based weighted lexical chains (= تجزئة النص باستخدام سلاسل معجمية مرجحة تستند إلى Roget)، طريقة جديدة لتجزئة النص، معتمدين على عدد السلاسل المعجمية، واستناداً إلى قاموس Roget، واستنتجوا أنّ استخدام توزيع السلاسل المعجمية يمكن أن يكون أداة قوية لتجزئة النصّ.
لقد جمع بركر[13] وكانكر[14] (2012م)، في Using Genetic algorithms with lexical chains for automatic text summarization (= استخدام الخوارزميات الجينية مع سلاسل معجمية لتلخيص النص التلقائي)، بين نهجين مختلفين في دراستهما: الخوارزميات الجينية، والسلاسل المعجمية، واستنتجا أنّ الجمع بين أنواع مختلفة من الميزات يتفوّق على الطرق الكلاسيكية.
قد تناول جالي[15] وماكيون[16] (2003م)، في دراسة تحت عنوانImproving word sense disambiguation in lexical chaining (= تحسين الغموض مع الإحساس في السلاسل المعجمية)، نهج السلسلة المعجمية لتجزئة الموضوع من مجموعة اجتماعات ICSI، واستخدما مفهوماً بسيطاً جدّاً للسلاسل المعجمية، حيث يكون كلّ عنصر في السلسلة مطابقاً لجميع العناصر الأخرى. من أجل التعميم إلى حدّ ما، ومع ذلك، فقد أجريا الاشتقاق على كلّ رمز في النصّ كخطوة معالجة مسبقة. فبهذه الطريقة، فإنّ "الجرذ" و"الجرذان" خلاف "الفأر"، ينتميان إلى نفس السلسلة المعجمية.
إن دوران[17] وآخرون (2003م)، قد قدّموا دراسة مقارنة لتقنيات التلخيص القائمة على السلسلة المعجمية تحت عنوان Comparing Lexical chain-based Summarisation Approaches Using an Extrinsic Evaluation (= مقارنة تلخيص النص على أساس السلسلة المعجمية باستخدام تقييم خارجي)، وسلطوا الضوء على تأثير مقاييس تسجيل السلسلة المعجمية، وتقنيات استخلاص الجملة على توليد الملخص، واستنتجوا أنّ هناك تأثيراً ضئيلاً لنظام الترجيح على الملخّصات.
إلى جانب ذلك، هناك بعض الأبحاث باللغة العربية حول التماسك المعجمي والدلالة المعجمية في نهج البلاغة، وكذلك بعض الخطب المنسوبة إلى الإمام علي (8)، دون التطرق إلى السلاسل المعجمية الدلالية، والأنواع الأربعة للدلالة المعجمية، نحو:
وأما مهدي عابدي جزيني ورؤيا كمالي (2021م)، في دراسة التماسك المعجمي في الخطبة (112) من نهج البلاغة: وفقا لنظرية هاليدي، فقد تطرّقا إلى التماسك المعجمي في الخطبة رقم 112 من نهج البلاغة، واستنتجا أنّ هذه الخطبة بنيت علی نسيج محكم السبك من العلاقات المعجمية الوثيقة بين أجزاء وحداتها النصية. ولقد أدّت ظاهرة التكرار وظيفتها الربطية بدرجاتها الأربع، كما أنّ ظاهرة التضاد أدّت دورها الوظيفي باستدعاء العناصر المتجاورة في المقاطع النصية الواحدة خلال تقنية الطباق؛ لأنّه الأسلوب الغالب علی نص الخطبة. وتقوم هاتان الآليتان باستمرار المعاني طوال النصّ، وتوجيهها تجاه الدلالة الكبری، أي ذمّ الدنيا والتحذير منها، كما أنّهما تؤدّيان إلی إنتاج هذا الخطاب الإقناعي والتوجيهي خلال دورهما التأكيدي.
كما أن فرج زاده وآخرين (2019م)، في دراسة الدلالة الصوتية والمعجمية في نهج البلاغة: الخطبة الغرّاء نموذجا، قد تطرّقوا إلى الدلالة الصوتية والمعجمية في الخطبة الغرّاء من نهج البلاغة، واستنتجوا أنّ معظم أصوات الخطبة الغرّاء هی نوع من الأصوات المجهورة التی تتناسب مع سیاق الخطبة، أی إصرار الإمام (8) على دعوته، کما أنّ المقاطع الصوتیة مناسبة تماماً للسیاق والموقع اللفظی، بحیث تشیر المقاطع القصیرة إلى دعوة الإمام إلى المسارعة في قبول الدعوة، وتعكس المقاطع الطویلة تحذیر الإمام من الغفلة عنها. وعلى مستوى الکلمات، قد استنتجوا أنّ الکلمات المستخدمة تتناسب مع فضاء الخطبة، وأنّ سیاق اللغة یبیّن معاني تلك المفردات.
قد عني أيضا مصطفى كاظم شغيدل (2017م)، في كتابه المعنون بالأفعال في الخطبة المونقة للإمام علي (8) بين الدلالة المعجمية والاستعمال الوظيفي، بدراسة دلالة أبنية الأفعال في الخطبة المنسوبة إلى أمير المؤمنين (8)، وذكر 170 فعلاً، فضلاً عمّا جاء مكرّراً، وبصيغة مختلفة، نحو : "شرب، يشرب"، وتطرّق إلى بيان دلالتها، مستفيداً من أصوات الكلمة وبنيتها وتركيبها مع الكلمات الأخرى ضمن السياق الذي وردت فيه.
قد تطرق فليح خضير شني (2016م)، في دراسته المعنونة ﮨالتماسك النصي في خطب الإمام علي (8)، إلى دراسة أهمّ عناصر السبك النحوية والمعجمية في خطب الإمام علي، واستنتج أنّ أدوات الربط النصي لا تتوافر جميعها في نص واحد، بل قد يغيب بعضها عنه؛ ولكنّه غياب لا يخلّ بالنص، بل يبقى بفعل الأدوات الأخرى نصّاً متماسكاً مسبوكاً ممثّلاً بفعل السبك وحدته النصية.
ولكن رغم اهتمام الباحثين بعلم الدلالة، ونظرية السلاسل المعجمية، واستخدامهم طرقاً مختلفة لتحديدها وتطبيقها على النصوص، لم يقم أيّ بحث بدراسة السلاسل المعجمية الدلالية في الخطبة رقم 190 و210 من نهج البلاغة، وكذلك دورها في فهم مضمونهما، فهو بحث جديد.
2ـ1. الدلالة لغة واصطلاحا
الدلالة في اللغة من "دَلَّ"، وأصله "دَلَلَ". وقد ورد في لسان العرب: «دَلَلَ: أَدَلَّ عليه، وتَدَلَّلَ: انبَسَطَ ...، ودَلَّ يَدُلُّ إذاَ هَدَى ...، وقد دَلَّه على الطريق يَدُلُّهُ دَلالَةً ودُلُولَةً، والفتح أعلى» (1992م، ج 11، ص 247). وفي الاصطلاح هي العلم الذي يهتمّ بدقّة بوجه مدلول العلامة اللغوية (جرمان ولوبلون، 2006م، ص 19)، ويعرّفها الجرجاني بأنّها كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيء الأول هو "الدالّ"، والثاني هو "المدلول" (1983م، ص 28).
2ـ2. الدلالة الإحصائية
استخدم مصطلح الدلالات الإحصائية لأوّل مرّة من قبل وارين ويفر[18] (1955م)، في دراسته الشهيرة حول الترجمة الآلية[19] (دلاوني، 1960م، ص 105). فتم تعريفها من قبل فرناس[20] بأنّها دراسة كيفيّة استخدام الأنماط الإحصائية لاستخدام الكلمات البشرية لمعرفة معنى كلام الناس، على الأقلّ إلى مستوى كافٍ للوصول إلى المعلومات (فرناس، 2006م، ص 1780). اتّخذ جي آر فيرث[21] الخطوة التالية في إنشاء هذا الاتجاه وتطبيقه بجملته الشهيرة: «تعرف الكلمة عن طريق المجموعة التي تحتفظ بها» (1957م، ص 179؛ جلین، 2015م، ص 308).
2ـ3. السلسلة المعجمية
إن السلسلة المعجمية تشتمل على مجموعة من الكلمات في علاقة تماسك معجمي مع بعضها البعض (ویي وآخرون، 2014م، ص 2266)، وتمثّل التكرار لكلمة واحدة أو لعدّة كلمات وثيقة الصلة بالموضوع، تحدث بشكل متكرّر عبر جزء من المستند (ادارف وآخرون، 2007م، ص 599). ويمكن حسابها في مستند مصدر عن طريق تسلسل مجموعات من الكلمات المرتبطة دلالياً. ويجب تجميع الكلمات وفقاً للعلاقات؛ ولكن يجب أن تنتمي كلّ كلمة إلى سلسلة معجمية واحدة بالضبط (سیلبر ومک کوي، 2002م، ص 185).
وهناك أربعة أنواع للدلالة، كما أشار إليها إبراهيم أنيس في كتابه دلالة الألفاظ: 1ـ الدلالة الصوتية؛ 2ـ الدلالة الصرفية؛ 3ـ الدلالة النحوية؛ 4ـ الدلالة المعجمية (1976م، ص 46 ـ 48)، وفي الحقيقة، أن السلاسل المعجمية مجموعة من الكلمات المترابطة لغوياً، والتي تكون مستقلّة عن البنية النحوية أو الصرفية للنص، وتمثّل المحتوى الدلالي المعجمي لجزء من النص.
2ـ4. نظريات السلسلة المعجمية
هناك طرق مختلفة للحصول على السلاسل المعجمية في النص. ومن أهمّها هي النظريات التي تهتمّ بحساب درجة أهمية السلاسل المعجمية. في هذه الدراسة، نستخدم طريقة اقترحها ساكسنا[22] (2016م)، لحساب أهمية السلسلة المعجمية، وفائدتها حسب المعادلتين التاليتين:
حيث:
L: السلسلة، Sig(LC): أهمية السلسلة، Length(l): عدد الكلمات في السلسلة L.
و:
حيث:
Util (L,D) هو الجودة، w هو مفردة من النص، وrelated(w,L) يساوي 1، عندما يرتبط W وL ببعضهما البعض، ويساوي 0، عندما لا يرتبط W وL ببعضهما البعض (ساكسنا وساكسنا، 2016م، ص 48 ـ 49).
وإنّما هناك ثلاث حالات لارتباط كلمات النصّ بعضها ببعض:
ـ يمكن أن تكون هذه العلاقات تكرارات دقيقة، تسمّى علاقات فائقة القوّة؛
ـ أو تكون مرادفات قريبة، تسمّى العلاقات القوية؛
ـ أو كلمات ذات علاقات دلالية أضعف، وتسمّى العلاقات متوسّطة القوة (سوماسوندرون وآخرون، 2014م، ص 955).
لذلك، من المهم التحقق من الكلمات الأكثر صلة ببعضها البعض. إثر هذا، نحاسب الدرجات[23] لكلّ السلاسل المعجمية، وفقاً للمعادلة التالية:
Score Chain (L)= AVG+2*STD.Dev
حيث:
Score Chain (L) هو درجة السلسلة، AVG هو متوسّط درجات السلسلة المعجمية (فائدة كلّ سلسلة)، وSTD.Dev هو الانحراف المعياري لدرجات الفائدة لكلّ سلسلة معجمية. وسيتمّ اعتبار السلسلة المعجمية كسلسلة قوية[24]، إذا كانت جودتها أكبر من درجتها (بارزيلي والحداد، 1997م، ص 8).
2ـ5. السلاسل المعجمیة والحقول الدلالیة
نضجت نظرية الحقول الدلالية على يد الباحث الألماني، جوست تراير[25]، في ثلاثينيات القرن العشرين. يرى عبد السلام المسدي أنّ الحقل الدلالي لكلمة ما تمثّله كل الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة، سواء كانت علاقة ترادف، أم تضاد، أم تقابل جزئي، أم كلي. فكلّ مجموعة نسمّيها الحقل. فالحقل هو المعنى العامّ الذي يشمل كلّ الوحدات المخلوقات التي فيها الحياة والحركة (1983، ص 28)، وعرّفه أولمان[26] بقوله: «هو قطاع متكامل من المادّة اللغوية يعبّر عن مجال معيّن من الخبرة» (عمر، 1998، ص 79).
وحسب آراء المنظّرين في هذا المجال، هناك أنواع مختلفة للحقول الدلالية، منها: الحقول المحسوسة المتصلة، والحقول المحسوسة ذات العناصر المنفصلة، والحقول التجريدية، وكذلك حقل الموجودات، وحقل الأحداث، وحقل المجردات، وحقل الصفات و....
وعلى الرغم من أنّ كلتا النظريتين تحلّلان محتوى النص باستخدام العلاقات بين المفردات؛ ولكنّهما تختلفان اختلافاً كثيراً في البنية والتطبيق وطريقة تحليل النصّ.
2ـ6. الخطبة 190
في هذه الخطبة، أن الإمام (8) یحمد اللّٰه، ويثني على نبيّه (|)، ويعظ بالتقوى. وأما موضوعها، فاعتقادي، أخلاقي، عسكري، وذلك وفقاً لكتاب فرهنگ موضوعات کلی نهج البلاغه، لمحمد دشتي. وعدد مفرداتها هو 400 مفردة.
2ـ7. الخطبة 210
إنّها من كلام له (8)، وقد سأله سائل عن أحاديث البِدَع، وعمّا في أيدي الناس من اختلاف الخبر. وأما موضوعها، فوفقاً للكتاب أعلاه، علمي. تشتمل هذه الخطبة على 410 مفردة.
للحصول على السلاسل المعجمية للخطبتين، قمنا بكشف العلاقات بين مفرداتهما، حسب العلاقات الدلالية المعجمية المشهورة في نظرية السلاسل المعجمية التي يتمّ استخدامها عادة في وردنت، وفارس نت، مستفيدين من المعاجم المخصصّة لعلاقة الترادف، والتضاد، و... بين المفردات. فالعلاقات الدلالية لمفردات الخطبة رقم 190 تكون وفقاً للجدول التالي:
الجدول 1: جدول العلاقات الدلالية للخطبة رقم 190
العلاقة |
المفردات |
عدد السلاسل |
النسبة المئويّة |
الترادف |
(أَجْر، ثَوَاب، ثَوَابَ، الْجَزَاءَ)، (السَّاعَةُ، الْقِيَامَة)، (مَآب، رَجْعَةً)، (مَضَى، مَاضِيَة، انْقَضَى)، (ضِيق، ضَنْكِ)، (مُرْتَهَنُونَ، مَدِينُون)، (أَسْلَف، قَدَّم)، (أَجَل، آجَال، مُدَّة)، (الْمَجْدِ، الْمَقَام، مَقَام)، (مَوْقِفٍ، الْمَثْوَى، الْقَرَارَ)، (عَظِيمَ، شِدَّةِ، شَدِيدٍ، عِظَامٍ)، (عَالٍ، سَاطِعٍ)، (مُتَأَجِّجٍ، ذَاكٍ، حَامِيَةٍ)، (اطْمَأَنَّتْ، أُمِنَ، وَثِيقاً، مَنِيعاً)، (حُلُولِ، نُزُولِهِ، نَزَلَ)، (هَوْلِ، رَوْعَاتِ، خِيفَةِ، مَخُوفٍ، الْمَخُوفُ، الْفَزَع، فَظِيعَةٍ، تَوَحُّشاً)، (اللَّحْدِ، الْأَرْمَاسِ، الضَّرِيحِ، الصَّفِيحِ)، (انْصَرَفَتِ، انْقَطَعَ، انْقِطَاعاً)، (عَزِيزَ، قَاهَرَ)، (غَمِّ، رَدْمِ)، (أَشْرَاطِ، أَفْرَاطِ)، (يثْنِي، وَقَفَتْ)، (دَائِمٍ، قَائِمٍ)، (وَاعِظ، مُعْتَبَر)، (الْغَايَة، نَوَى، النِّيَّةُ)، (اسْتَوْجَبَ، حُقُوقِ، حَقِّ، حَقِّ، أَحَقَّ) |
26 |
40% |
التضاد |
(الْجَنَّةِ، الْجَنَّةَ، النَّارِ، النَّارِ)، (عَقَلَ، جَهِلَ، تَعْلَمُونَ)، (نُور، ظُلْمَة، مُظْلِمَةٍ)، (رِعَايَتِهِ، إِضَاعَتِهِ)، (فَائِزُكُمْ، مُبْطِلُكُمْ)، (لَيْلُ، لَيْل، نَهَارُ، نَهَار)، (جَدِيد، رَثّ)، (سَمِين، غَثّ)، (يَفُوزُ، يَخْسَرُ)، (اخْتِلَاف، قَرَن) |
10 |
15% |
هيبونيمي |
(أَحْمَدُ، شُكْر)، (الْعَذَابُ، الْعِتَابُ)، (عَبْد، عِبَاد، رَسُول)، (طَاعَة، طَاعَة، تَخَشُّعا)، (رَبّ، رَبِّ، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه)، )الْجُنْدِ، اجْتِمَاعٌ، زُمَراً)، )جِهَاداً، الْتِمَاسٌ(، )تَكْذِيب، إِطْفَاءِ، أَعْدَاء(، (عَفَا، رَضُوا)، (الْمَوْتَ، مَاتَ، مَاتَ، شَهِيداً)، (وَظَائِفِ، أَعْمَالُ، أَعْمَالِكُمْ، عَمَلِهِ، اسْتَعْمَلَنَا)، (بَادِرُوا، بَادِرُوا، امْهَدُوا، أَعِدُّوا)، (جَاءَتْ، أَشْرَفَتْ، بُلُوغِ، أَزِفَتْ)، (تَقْوَى، اتَّقَوْا، فَارْعَوْا)، (أَسْتَعِينُ، اعْتَصِمُوا)، (الْإِبْلَاسِ، بَاكِيَةً)، (مَعْقِل، حِضْنِ)، (سِيقَ، زُحْزِحُوا)، (مُلْكٍ، فَضْلِ، نَعِيمٍ، إِنْعَام)، (ذِرْوَتُهُ، الْمُطَّلَعِ)، (دِين، سَنَنٍ)، (الْبَلَاءِ، غَمَرَاتِ، زَلَازِلِ) |
22 |
34% |
كو هيبونيمي |
(زَاكِيَةً، صَالِحِ، اسْتِغْفَارًا، اصْبِرُوا)، (مُتَغَيِّظٍ، هَوَى، عَثْرَةً) |
2 |
3% |
مرونيمي |
(يَوْمٍ، شَهْرٍ)، (الدَّار، بَيْت، فِرَاشِ)، (عُرْوَتُهُ، حَبْل) |
3 |
5% |
كو مرونيمي |
(الْأَضْلَاع، الْأَسْمَاعِ، أَعْيُنُهُمْ، بِأَيْدِيكُمْ، أَلْسِنَتِكُمْ)، (كَلَبُهَا، لَجَبُهَا، لَهَبُهَا، زَفِيرُهَا، سَعِيرُهَا، خُمُودُهَا، وُقُودُهَا، وَعِيدُهَا، قَرَارُهَا، أَقْطَارُهَا، قُدُورُهَا، أُمُورُهَا) |
2 |
3% |
المجموع |
65 |
100% |
فوفقاً للجدول 1، هناك 65 سلسلة معجمية لهذه الخطبة. وعلاقة الترادف (40%)، والاشتمال (34%) هما أكثر استخداماً فيها. وحسب نظرية ساكسنا، درجة الأهمية[27]، والوزن، والجودة[28] لكلّ من السلاسل المعجمية تكون كما ذكر في الجدول 2:
الجدول 2: درجة الأهمّيّة، والوزن، والجودة للسلاسل المعجميّة للخطبة رقم 190
رقم السلسلة |
مفردات السلسلة |
طول السلسلة |
أهمّيّة السلسلة |
الوزن |
الجودة |
1 |
أَجْر، ثَوَاب، ثَوَابَ، الْجَزَاءَ |
4 |
0.0177 |
38 |
0.6726 |
2 |
السَّاعَةُ، الْقِيَامَة |
2 |
0.0059 |
59 |
0.3481 |
3 |
مَآب، رَجْعَةً |
2 |
0.0059 |
21 |
0.1239 |
4 |
مَضَى، مَاضِيَة، انْقَضَى |
3 |
0.0114 |
23 |
0.2622 |
5 |
ضِيق، ضَنْكِ |
2 |
0.0059 |
5 |
0.0295 |
6 |
مُرْتَهَنُونَ، مَدِينُون |
2 |
0.0059 |
25 |
0.1475 |
7 |
أَسْلَف، قَدَّم |
2 |
0.0059 |
14 |
0.0826 |
8 |
أَجَل، آجَال، مُدَّة |
3 |
0.0114 |
21 |
0.2394 |
9 |
الْمَجْدِ، الْمَقَام، مَقَام |
3 |
0.0114 |
4 |
0.0456 |
10 |
مَوْقِفٍ، الْمَثْوَى، الْقَرَارَ |
3 |
0.0114 |
5 |
0.057 |
11 |
عَظِيمَ، شِدَّةِ، شَدِيدٍ، عِظَامٍ |
4 |
0.0177 |
6 |
0.1062 |
12 |
عَالٍ، سَاطِعٍ |
2 |
0.0059 |
10 |
0.059 |
13 |
مُتَأَجِّجٍ، ذَاكٍ، حَامِيَةٍ |
3 |
0.0114 |
9 |
0.1026 |
14 |
اطْمَأَنَّتْ، أُمِنَ، وَثِيقاً، مَنِيعاً |
4 |
0.0177 |
15 |
0.2655 |
15 |
حُلُولِ، نُزُولِهِ، نَزَلَ |
3 |
0.0114 |
9 |
0.1026 |
16 |
هَوْلِ، رَوْعَاتِ، خِيفَةِ، مَخُوفٍ، الْمَخُوفُ، الْفَزَع، فَظِيعَةٍ، تَوَحُّشاً |
8 |
0.0472 |
27 |
1.2744 |
17 |
اللَّحْدِ، الْأَرْمَاسِ، الضَّرِيحِ، الصَّفِيحِ |
4 |
0.0177 |
17 |
0.3009 |
18 |
انْصَرَفَتِ، انْقَطَعَ، انْقِطَاعاً |
3 |
0.0114 |
23 |
0.2622 |
19 |
عَزِيزَ، قَاهَرَ |
2 |
0.0059 |
14 |
0.0826 |
20 |
غَمِّ، رَدْمِ |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
21 |
أَشْرَاطِ، أَفْرَاطِ |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
22 |
يثْنِي، وَقَفَتْ |
2 |
0.0059 |
15 |
0.0885 |
23 |
دَائِمٍ، قَائِمٍ |
2 |
0.0059 |
16 |
0.0944 |
24 |
وَاعِظ، مُعْتَبَر |
2 |
0.0059 |
5 |
0.0295 |
25 |
الْغَايَة، نَوَى، النِّيَّةُ |
3 |
0.0114 |
6 |
0.0684 |
26 |
اسْتَوْجَبَ، حُقُوقِ، حَقِّ، حَقِّ، أَحَقَّ |
5 |
0.0245 |
18 |
0.441 |
27 |
الْجَنَّةِ، الْجَنَّةَ، النَّارِ، النَّارِ |
4 |
0.0177 |
31 |
0.5487 |
28 |
عَقَلَ، جَهِلَ، تَعْلَمُونَ |
3 |
0.0114 |
3 |
0.0342 |
29 |
نُور، ظُلْمَة، مُظْلِمَةٍ |
3 |
0.0114 |
7 |
0.0798 |
30 |
رِعَايَتِهِ، إِضَاعَتِهِ |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
31 |
فَائِزُكُمْ، مُبْطِلُكُمْ |
2 |
0.0059 |
10 |
0.059 |
32 |
لَيْلُ، لَيْل، نَهَارُ، نَهَار |
4 |
0.0177 |
7 |
0.1239 |
33 |
جَدِيد، رَثّ |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
34 |
سَمِين، غَثّ |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
35 |
يَفُوزُ، يَخْسَرُ |
2 |
0.0059 |
5 |
0.0295 |
36 |
اخْتِلَاف، قَرَن |
2 |
0.0059 |
4 |
0.0236 |
37 |
أَحْمَدُ، شُكْر |
2 |
0.0059 |
20 |
0.118 |
38 |
الْعَذَابُ، الْعِتَابُ |
2 |
0.0059 |
40 |
0.236 |
39 |
عَبْد، عِبَاد، رَسُول |
3 |
0.0114 |
9 |
0.1026 |
40 |
طَاعَة، طَاعَة، تَخَشُّعا |
3 |
0.0114 |
21 |
0.2394 |
41 |
رَبّ، رَبِّ، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه، اللّٰه |
11 |
0.0724 |
17 |
1.2308 |
42 |
الْجُنْدِ، اجْتِمَاعٌ، زُمَراً |
3 |
0.0114 |
5 |
0.57 |
43 |
جِهَاداً، الْتِمَاسٌ |
2 |
0.0059 |
31 |
0.1829 |
44 |
تَكْذِيب، إِطْفَاءِ، أَعْدَاء |
3 |
0.0114 |
28 |
0.3192 |
45 |
عَفَا، رَضُوا |
2 |
0.0059 |
32 |
0.1888 |
46 |
الْمَوْتَ، مَاتَ، مَاتَ، شَهِيداً |
4 |
0.0177 |
24 |
0.4248 |
47 |
وَظَائِفِ، أَعْمَالُ، أَعْمَالِكُمْ، عَمَلِهِ، اسْتَعْمَلَنَا |
5 |
0.0245 |
22 |
0.539 |
48 |
بَادِرُوا، بَادِرُوا، امْهَدُوا، أَعِدُّوا |
4 |
0.0177 |
25 |
0.4425 |
49 |
جَاءَتْ، أَشْرَفَتْ، بُلُوغِ، أَزِفَتْ |
4 |
0.0177 |
44 |
0.7788 |
50 |
تَقْوَى، اتَّقَوْا، فَارْعَوْا |
3 |
0.0114 |
25 |
0.285 |
51 |
أَسْتَعِينُ، اعْتَصِمُوا |
2 |
0.0059 |
5 |
0.0295 |
52 |
الْإِبْلَاسِ، بَاكِيَةً |
2 |
0.0059 |
19 |
0.1121 |
53 |
مَعْقِل، حِضْنِ |
2 |
0.0059 |
15 |
0.0885 |
54 |
سِيقَ، زُحْزِحُوا |
2 |
0.0059 |
14 |
0.0826 |
55 |
مُلْكٍ، فَضْلِ، نَعِيمٍ، إِنْعَام |
4 |
0.0177 |
22 |
0.3894 |
56 |
ذِرْوَتُهُ، الْمُطَّلَعِ |
2 |
0.0059 |
10 |
0.059 |
57 |
دِين، سَنَنٍ |
2 |
0.0059 |
53 |
0.3127 |
58 |
الْبَلَاءِ، غَمَرَاتِ، زَلَازِلِ |
3 |
0.0114 |
32 |
0.3648 |
59 |
زَاكِيَةً، صَالِحِ، اسْتِغْفَارًا، اصْبِرُوا |
4 |
0.0177 |
17 |
0.3009 |
60 |
مُتَغَيِّظٍ، هَوَى، عَثْرَةً |
3 |
0.0114 |
26 |
0.2964 |
61 |
يَوْمٍ، شَهْرٍ |
2 |
0.0059 |
5 |
0.295 |
62 |
الدَّار، بَيْت، فِرَاشِ |
3 |
0.0114 |
6 |
0.0684 |
63 |
عُرْوَتُهُ، حَبْل |
2 |
0.0059 |
2 |
0.0118 |
64 |
الْأَضْلَاع، الْأَسْمَاعِ، أَعْيُنُهُمْ، بِأَيْدِيكُمْ، أَلْسِنَتِكُمْ |
5 |
0.0245 |
8 |
0.196 |
65 |
كَلَبُهَا، لَجَبُهَا، لَهَبُهَا، زَفِيرُهَا، سَعِيرُهَا، خُمُودُهَا، وُقُودُهَا، وَعِيدُهَا، قَرَارُهَا، أَقْطَارُهَا، قُدُورُهَا، أُمُورُهَا |
12 |
0.0812 |
45 |
3.654 |
وحسب درجة جودة السلاسل المعجمية للخطبة رقم 190، يكون مجموع المتوّسط وضعف الانحراف المعياري لها كما يلي:
Average (Scores) + 2*StandardDeviation (Scores)= 0.279428+2*0.491381= 1.2619
ولذلك، فإنّ السلاسل التي جودتها أكبر من 1.2619، ستكون السلاسل القويّة، ولها دور رئيس لتحديد موضوع الخطبة. فوفقاً للجدول 2، فإنّ ثلاثا من السلاسل المعجمية للخطبة رقم 190 (4.6% من السلاسل)، أي السلسلة رقم 16، 41 و65، هي السلاسل المعجمية القوية. فالمفردات "هَوْلِ، رَوْعَاتِ، خِيفَةِ، مَخُوف، الفَزَع، فَظِيعَة، تَوَحُّشاً، رَبِّ، اللّٰه، كَلَبُهَا، لَجَبُهَا، لَهَبُهَا، زَفِيرُهَا، سَعِيرُهَا، خُمُودُهَا، وُقُودُهَا، وَعِيدُهَا، قَرَارُهَا، أَقْطَارُهَا، قُدُورُهَا، أُمُورُهَا"، التي تدلّ على الوحشة والخوف من عذاب اللّٰه، وكذلك على شدّة وكيفية حرق النار في جهنم، لها أهمّ دور في تحديد المضامين الأصلية لهذه الخطبة.
وسبب ذكر الإمام للأمور المخيفة هو أنّ الهدف من إلقاء الخطبة هو النصيحة والخوف؛ ولهذا الغرض، أكّد كلامه (8) على مخافة اللّٰه باستخدام الكلمات المترادفة الدالة على الخوف والوحشة، وذكر أنّ وجوب القلق بشأن المستقبل يرجع إلى أنّ أمور العالم تمرّ بطريقة متشابهة (بحراني، 1375ﻫ.ش، ص 2999)، أي سيمضي الناس في نفس الطريق الذي مضى فيه من كان قبلهم من الإماتة والإهلاك (شيرازي، 1410ﻫ، ص 161). فمن الواجب أن يكون الإنسان حريصاً، ولا يغفل، ويلجأ إلى اللّٰه في الأحداث وأمور حياته (بحراني، 1375ﻫ.ش، ص 2999).
ووفقاً للبیانات، فإنّ السلسلتين رقم 1 و49 تعدّان بعد السلاسل المعجمية القوية، أقوى من سائر السلاسل المعجمية لهذه الخطبة. فالمفردات "أَجْر، ثَوَابَ، الْجَزَاءَ، جَاءَتْ، أَشْرَفَتْ، بُلُوغِ، أَزِفَتْ"، التي تدلّ على جزاء الأعمال الصالحة في الجنّة، وكذلك قرب يوم القيامة، وظهور آياته، لها أهمّ دور في نقل المضامين المقصودة إلى المخاطب والمعنيّ بالخطبة.
وإنّه (8) ينذر السامعين بأن بادروا الموت، أي: سابقوا بالأعمال الصالحة (صالح، 2004م، ص 690)، والطاعة، قبل أن تصيروا ممنوعين منها (الراوندي، 1406ﻫ، ص 448)؛ لأنّكم قريبون من الموت والقيامة، وكأنّها وقعت. وعبارة "وَأَنْتُمْ وَالسَّاعَةُ فِي قَرَنٍ" تدلّ على أنّ الإنسان والقيامة مقرونان؛ لأنّها آتية لا ريب فيها، والآتي بحكم الحاضر (مغنية، 1979م، ج 3، ص 95). وفي الحقيقة، أن المقصود من هذه العبارة هو عدم انفكاك الإنسان والقيامة بعضهما عن بعض؛ وذلك كناية عن وصول الإنسان إليها بتاتاً (شيرازي، 1410ﻫ ، ص 161).
إلى جانب ذلك، أطول السلاسل المعجمية في هذه الخطبة هي السلسلة رقم 65، أي وصف كيفيّة نار جهنم عن طريق تصوير الأجزاء المختلفة لها في ذهن المخاطب، وتليها السلسلة رقم 41، والتي يكرّر فيها الإمام (8) كلمة "اللّٰه" تسع مرّات، وهي أكثر تكراراً في هذه الخطبة، والكلمة الأشمل منها، أي كلمة "ربّ" مرّتين، ليلفت انتباه المخاطب إلى المسائل الاعتقادية التي تؤدّي مراعاتها إلى كسب مرضاة اللّٰه، والحصول على الثواب والجزاء وعلى العكس، كما يؤدّي عدم امتثالها إلى الدخول في نار الجحيم، ويصوّر القيامة في ذهن المخاطب، بحيث ينشئ الشعور بالخوف والرعب من اقترابها والاستعداد للموت وغمراته واغتنام الفرص، قبل أن تفوت.
والعلاقات الدلالية لمفردات الخطبة رقم 210 تكون وفقا للجدول 3:
الجدول 3: جدول العلاقات الدلاليّة للخطبة رقم 210
العلاقة |
المفردات |
عدد السلاسل |
النسبة المئويّة |
الترادف |
)قَالَ، قَوْلَهُ، قَالُوا، قَوْلِهِ، يَقُولُ، الْكَلَامُ، كَلَامٌ، كَلَامٌ)، )لَقِفَ، فَيَأْخُذُونَ)، (عَنَى، عَنَى، بِمَعْنَاهُ، قُصِد(، )مُظْهِرٌ، مُتَصَنِّعٌ(، )وَضَعَ، جَعَلُوهُمْ، مَوْضِعَهُ)، )عَلِمَ، عَلِمَوَهِمَ، عَلِمَ، يَعْلَمُ، يَعْلَمُ، عَلِمَ، عَلِمَ، عَرَفَ، يَعْرِفُ، مَعْرِفَةٍ(، (جَنَّبَ، يَتَحَرَّج)، )يَسْأَلُهُ، يَسْتَفْهِمُهُ، فَيَسْأَلَهُ، سَأَلْتُهُ)، (الْحَدِيثِ، رِوَايَاتِهِمْ، يَرْوِيهِ)، )أَتَاكَ، جَاءَ، يَجِيءَ)، (حُكَّاماً، الْمُلُوك)، (يَحْفَظْهُ، فَحَفِظَ، يَحْفَظ، حَفِظَ، حَفِظَ، حَفِظَ، حَفِظْتُهُ، عَصَمَ) |
12 |
35% |
التضاد |
)حَقّاً، بَاطِلًا(، )صِدْقاً، كَذِباً، كُذِبَ، كَذَبَ، يَكْذِبُ، كَاذِبٌ، يُصَدِّقُوا، كَذِباً، يكذب، لِلْكَذِبِ(، )نَاسِخاً، مَنْسُوخاً، الْمَنْسُوخَ، النَّاسِخَ، مَنْسُوخٌ، مَنْسُوخٌ، النَّاسِخَ، الْمَنْسُوخَ(، )عَامّاً، خَاصّاً، خَاصٌّ، عَامٌّ، الْخَاصَّ، الْعَامّ(، )مُحْكَماً، مُتَشَابِهاً، الْمُحْكَمَ، الْمُتَشَابِهَ)، )يَأْمُرُ، نَهَى، يَنْهَى، أَمَرَ)، )يَزِدْ، يَنْقُصْ(، )يَقْبَلُوا، يَقْبَلُوهُ، رَفَضَهُ، رَفَضَهُ، رَفَضُوهُ(، )مُبْغِضٌ، لَيُحِبُّونَ(، )مُنَافِقٌ، مُنَافِقٌ، الْمُنَافِقِينَ، الْمُسْلِمُونَ، الْمُسْلِمُونَ(، (بَقُوا، يَمُرّ(، (حِفْظاً، وَهْماً، وَهِمَ، يَهِمْ( |
12 |
35% |
هيبونيمي |
)النَّاسِ، النَّاسُ، النَّاسِ، النَّاسُ، أَصْحَابِ، صَاحِبُ، النَّاسُ(، (رِجَالٍ، رَجُلٌ، رَجُلٌ، رَجُلٌ، الْأَعْرَابِيّ، الطَّارِئُ، خَطِيباً)، )الزُّور، الْبُهْتَان(، )أَئِمَّةِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِهِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولُ، رَسُولِ)، (الْإِيمَانِ، الْإِسْلَامِ)، )أَخْبَرَكَ، أَخْبَرَكَ، وَصَفَهُمْ، وَصَفَهُمْ)، (يُوَجِّهُهُ، الضَّلَالَةِ)، (تَعْظِيماً، سُبْحَانَهُ، فَوَلَّوْهُمُ) |
8 |
24% |
كو هيبونيمي |
(فَأَكَلُوا، رَآهُ، سَمِعَ، سَمِعَ، سَمِعْتُهُ، سَمِعَ، سَمِعَهُ، سَمِعُوهُ، سَمِعَ، سَمِعَهُ، فَيَسْمَعُهُ، السَّامِعُ، يَسْمَعُوا) |
1 |
3% |
مرونيمي |
---- |
0 |
0 |
كو مرونيمي |
أَيْدِي، رِقَاب، يَدَيْهِ |
1 |
3% |
المجموع |
34 |
100% |
فوفقاً للجدول 3، هناك 34 سلسلة معجمية لهذه الخطبة، وعلاقة الترادف (35%)، والتضاد (35%)، والاشتمال (24%) هي أكثر استخداماً في هذه الخطبة. وحسب نظرية ساكسنا درجة الأهمية، والوزن، والجودة لكلّ من السلاسل المعجمية، تكون كما ذكر في الجدول 4:
الجدول 4: درجة الأهمية، والوزن، والجودة للسلاسل المعجمية للخطبة رقم 210
رقم السلسلة |
مفردات السلسلة |
طول السلسلة |
أهمّيّة السلسلة |
الوزن |
الجودة |
1 |
قَالَ، قَوْلَهُ، قَالُوا، قَوْلِهِ، يَقُولُ، الْكَلَامُ، كَلَامٌ، كَلَامٌ |
8 |
0.0602 |
35 |
2.107 |
2 |
لَقِفَ، فَيَأْخُذُونَ |
2 |
0.0075 |
11 |
0.0825 |
3 |
عَنَى، عَنَى، بِمَعْنَاهُ، قُصِدَ |
4 |
0.0226 |
34 |
0.7684 |
4 |
مُظْهِرٌ، مُتَصَنِّعٌ |
2 |
0.0075 |
9 |
0.0675 |
5 |
وَضَعَ، جَعَلُوهُمْ، مَوْضِعَهُ |
3 |
0.0146 |
6 |
0.0876 |
6 |
عَلِمَ، عَلِمَوَهِمَ، عَلِمَ، يَعْلَمُ، يَعْلَمُ، عَلِمَ، عَلِمَ، عَرَفَ، يَعْرِفُ، مَعْرِفَةٍ |
10 |
0.0813 |
37 |
3.0081 |
7 |
جَنَّبَ، يَتَحَرَّج |
2 |
0.0075 |
19 |
0.1425 |
8 |
يَسْأَلُهُ، يَسْتَفْهِمُهُ، فَيَسْأَلَهُ، سَأَلْتُهُ |
4 |
0.0226 |
35 |
0.791 |
9 |
الْحَدِيثِ، رِوَايَاتِهِمْ، يَرْوِيهِ |
3 |
0.0146 |
19 |
0.2774 |
10 |
أَتَاكَ، جَاءَ، يَجِيءَ |
3 |
0.0146 |
5 |
0.073 |
11 |
حُكَّاماً، الْمُلُوك |
2 |
0.0075 |
26 |
0.195 |
12 |
يَحْفَظْهُ، فَحَفِظَ، يَحْفَظ، حَفِظَ، حَفِظَ، حَفِظَ، حَفِظْتُهُ، عَصَمَ |
8 |
0.0602 |
30 |
1.806 |
13 |
حَقّاً، بَاطِلًا |
2 |
0.0075 |
28 |
0.21 |
14 |
صِدْقاً، كَذِباً، كُذِبَ، كَذَبَ، يَكْذِبُ، كَاذِبٌ، يُصَدِّقُوا، كَذِباً، يكذب، لِلْكَذِبِ |
10 |
0.0813 |
29 |
2.3577 |
15 |
نَاسِخاً، مَنْسُوخاً، الْمَنْسُوخَ، النَّاسِخَ، مَنْسُوخٌ، مَنْسُوخٌ، النَّاسِخَ، الْمَنْسُوخَ |
8 |
0.0602 |
35 |
2.107 |
16 |
عَامّاً، خَاصّاً، خَاصٌّ، عَامٌّ، الْخَاصَّ، الْعَامّ |
6 |
0.0405 |
21 |
0.8505 |
17 |
مُحْكَماً، مُتَشَابِهاً، الْمُحْكَمَ، الْمُتَشَابِهَ |
4 |
0.0226 |
15 |
0.339 |
18 |
يَأْمُرُ، نَهَى، يَنْهَى، أَمَرَ |
4 |
0.0226 |
21 |
0.4746 |
19 |
يَزِدْ، يَنْقُصْ |
2 |
0.0075 |
2 |
0.015 |
20 |
يَقْبَلُوا، يَقْبَلُوهُ، رَفَضَهُ، رَفَضَهُ، رَفَضُوهُ |
5 |
0.0312 |
40 |
1.248 |
21 |
مُبْغِضٌ، لَيُحِبُّونَ |
2 |
0.0075 |
17 |
0.1275 |
22 |
مُنَافِقٌ، مُنَافِقٌ، الْمُنَافِقِينَ، الْمُسْلِمُونَ، الْمُسْلِمُونَ |
5 |
0.0312 |
23 |
0.7176 |
23 |
بَقُوا، يَمُرّ |
2 |
0.0075 |
7 |
0.0525 |
24 |
حِفْظاً، وَهْماً، وَهِمَ، يَهِمْ |
4 |
0.0226 |
36 |
0.8136 |
25 |
النَّاسِ، النَّاسُ، النَّاسِ، النَّاسُ، أَصْحَابِ، صَاحِبُ، النَّاسُ |
7 |
0.0501 |
22 |
1.1022 |
26 |
رِجَالٍ، رَجُلٌ، رَجُلٌ، رَجُلٌ، الْأَعْرَابِيّ، الطَّارِئُ، خَطِيباً |
7 |
0.0501 |
33 |
1.6533 |
27 |
الزُّور، الْبُهْتَان |
2 |
0.0075 |
27 |
0.2025 |
28 |
أَئِمَّةِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولِهِ، رَسُولِ، رَسُولِ، رَسُولُ، رَسُولِ |
12 |
0.1035 |
26 |
2.691 |
29 |
الْإِيمَانِ، الْإِسْلَامِ |
2 |
0.0075 |
13 |
0.0975 |
30 |
أَخْبَرَكَ، أَخْبَرَكَ، وَصَفَهُمْ، وَصَفَهُمْ |
4 |
0.0226 |
22 |
0.4972 |
31 |
يُوَجِّهُهُ، الضَّلَالَةِ |
2 |
0.0075 |
36 |
0.27 |
32 |
تَعْظِيماً، سُبْحَانَهُ، فَوَلَّوْهُمُ |
3 |
0.0146 |
12 |
0.1752 |
33 |
فَأَكَلُوا، رَآهُ، سَمِعَ، سَمِعَ، سَمِعْتُهُ، سَمِعَ، سَمِعَهُ، سَمِعُوهُ، سَمِعَ، سَمِعَهُ، فَيَسْمَعُهُ، السَّامِعُ، يَسْمَعُوا |
13 |
0.115 |
16 |
1.84 |
34 |
أَيْدِي، رِقَاب، يَدَيْهِ |
3 |
0.0146 |
12 |
0.1752 |
حسب درجة جودة السلاسل المعجمية للخطبة رقم 210، يكون مجموع المتوسّط وضعف الانحراف المعياري لها كما يلي:
Average (Scores) + 2*StandardDeviation (Scores)= 0.8066+ 2*0.8553= 2.5172
لذلك، فإنّ السلاسل التي جودتها أكبر من 2.5172، ستكون السلاسل القوية، لها دور رئيس لتحديد موضوع الخطبة. فوفقاً للجدول 4، فإنّ السلسلتين المعجميتين 6 و28 للخطبة 210 (5.9% من السلاسل) هما السلاسل المعجمية القوية. فالمفردات "عَلِمَ، عَرَفَ، مَعْرِفَةٍ، أَئِمَّةِ، رَسُولِ"، التي تدلّ على العلم والمعلّم، أي الذي من الواجب الاقتداء به، لها أهمّ دور في تحديد المضامين الأصلية لهذه الخطبة. بعبارة أدقّ، تدور هذه المفردات في خلق عالم في ذهن المخاطب، حيث يركّز انتباهه على كيفيّة معرفة الصحيح، وتمييزه عن الخطأ، وفقاً للعلم والمسائل العلمية، خاصّة إذا كانت قضایا مرتبطة بالإمام والرسول.
ووفقاً للبيانات، فإنّ السلاسل رقم 1 و14 و15، تعدّ بعد السلاسل المعجمية القوية، أقوى من سائر السلاسل المعجمية لهذه الخطبة. فالمفردات "قَالَ، قَوْلَهُ، الْكَلَامُ، صِدْقاً، كَذِباً، كُذِبَ، كَاذِبٌ، يُصَدِّقُوا، نَاسِخاً، مَنْسُوخاً"، التي تدلّ على الحالات المختلفة لكلام الناس وشرائط قبوله أو رفضه، لها أهمّ دور في نقل المضامين المقصودة إلى المخاطب والمعنيّ بالخطبة.
إلى جانب ذلك، فإن الكلمتين "رَسُولِ"، و"سَمِعَ" هما أكثرا تكراراً في هذه الخطبة (11 مرّة)، وتليها "حَفِظَ"، و" كَذَبَ" (8 مرّات)، وبعدهما "عَلِمَ" (7 مرّات). يؤكّد الإمام (8) هذه المفاهيم باستخدام الكلمات المترادفة ﻟ"عَلِمَ" و"حَفِظَ"، نحو: "عَرَفَ" (3 مرّات)، و"عَصَمَ" (مرّة واحدة)، أو الكلمات المضادّة ﻟ"حِفْظ"، و" كَذَبَ"، نحو: "وَهِمَ" (3 مرّات)، و"صِدْق" (مرّتين)، لينشئ في ذهن السامع جوّ التفكّر والتعمّق العلمي حول ما يسمع من شخص رفيع المقام، لئلّا يخطئ في فهم مقصوده، وينقل كلامه إلى الآخرين بشكل صحيح.
في الحقيقة، اعتبر الإمام (8) وجود الحقّ والباطل المصدر الأوّل، واستخدم في كلامه (8) "الصدق"، و"الكذب" باعتبارهما نوعاً من الحقّ والباطل؛ ولكن في ثوب الكلام (مکارم شیرازي، 1390ﻫ.ش، ج 8، ص 142)، واستخدم مكرّراً كلمة "الحفظ" بجميع أشكالها ـ من اسم، وفعل ماض، وفعل مضارع ـ والتي المراد منها هو «ضبط الحديث كما هو عن رسول اللّٰه (|)، وعدم الخطأ فيه والذهول والوهم ضدّه» (مغنية، 1979م، ج3، ص 243)، للدلالة على أهمية الابتعاد عن الباطل، والالتزام بالقول الصادق؛ لأنّه هو الحقّ.
يبدو أنّ ذكر المفردات الدالة على المسائل العلمية، متلائم إلى حدّ كبير مع موضوع هذه الخطبة، وهو موضوع علمي، كما ذكر دشتي في كتابه فرهنگ موضوعات کلی نهج البلاغه؛ لكن في الخطبة رقم 190، يبدو أنّ أكثر ما اهتمّ به الإمام (8)، وحاول إلقائه إلى المخاطب هو المسائل الاعتقادية والأخلاقية، وأن القضايا العسكرية تلعب دوراً صغيراً جدّاً في كلامه (8)، خلافاً لما ذكر هذا الباحث القدير في كتابه، وقام بتحديد موضوع الخطبة بأنّه اعتقادي، أخلاقي، عسكري.
إنّ الإمام (8) في هذه الخطبة، أي الخطبة رقم 190، باستخدام عشر عبارات "قَبْلَ بُلُوغِ الْغَايَةِ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ ضِيقِ الْأَرْمَاسِ وَشِدَّةِ الْإِبْلَاسِ وَهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَرَوْعَاتِ الْفَزَعِ وَاخْتِلَافِ الْأَضْلَاعِ وَاسْتِكَاكِ الْأَسْمَاعِ وَظُلْمَةِ اللَّحْدِ وَخِيفَةِ الْوَعْدِ وَغَمِّ الضَّرِيحِ وَرَدْمِ الصَّفِيحِ"، يصوّر قضيّة الموت. والقبر من المسائل الاعتقادية، بحيث التفكّر فيها ينبّه الإنسان من غفلته، ويجبره على إصلاح نمط حياته (مکارم شیرازي،1390ﻫ.ش، ج 7، ص 302)؛ بذلك اختيار الطريقة الصحيحة للعيش هو من القضايا الأخلاقية.
وقد ذكر الإمام (8) المضمون الرئيس للخطبة في بدايتها، واستخدم عبارة "وَظَائِفِ حُقُوقِهِ" التي تشير إلى الواجبات المؤقّتة، نحو: الصلوات الخمس، وصوم شهر رمضان (نهج البلاغة، 1304ﻫ.ش، ص 1300). و"حقوق اللّٰه" هي ما يستحقّه تعالى، نحو: العبادات الموظّفة (الراوندي، 1406ﻫ، ص 448). فإنّ طلب العون منه على طاعته وأداء حقوقه: "أَسْتَعِينُهُ عَلَى وَظَائِفِ حُقُوقِهِ"، حقّ له؛ لأنّه "عَزِيز الْجُنْدِ" لا مثيل لجنده قوّة ومنعة، "عَظِيم الْمَجْدِ" الواحد الأحد في ملكه وسلطانه (مغنية، 1979م، ج 3، ص 94).
وقد صرّح الإمام (8) بأنّ وصف القيامة، والحوادث، والأمور المرتبطة بها، نحو: وصف نار جهنّم، وجزاء الصالحين، هو الحافز والدافع للجمهور على تغيير وإصلاح أسلوب حياتهم: "فَإِنَّ الْغَايَةَ الْقِيَامَةُ وَكَفَى بِذَلِكَ وَاعِظاً لِمَنْ عَقَلَ". فإذا علم الإنسان بالموت والقيامة، فلا بدّ من أن يهيّئ لهما بالأعمال الصالحة وترك الأعمال القبيحة (شيرازي، 1410ﻫ، ص 160). فهذه من الأمور التي ترجع إلى المسائل الأخلاقية، مضافاً إلى المسائل الاعتقادية.
وعلى الرغم من أنّه (8) في الفقرة الأخيرة من هذه الخطبة (الْزَمُوا الْأَرْضَ ... لِكُلِّ شَيْءٍ مُدَّةً وَأَجَلًا)، قام بتعليم الجنود بعض المسائل العسكرية، إلّا أنّه وفقاً للبيانات والكلمات المستخدمة فيها: "وَلَا تُحَرِّكُوا بِأَيْدِيكُمْ وَسُيُوفِكُمْ فِي هَوَى أَلْسِنَتِكُمْ وَلَا تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ يُعَجِّلْهُ اللّٰه لَكُمْ"، يركّز على كيفيّة سلوكهم، نحو: الصبر على الشدائد، وعدم اتّباع الهوى، وعدم التعجيل في الأمور (المسائل الأخلاقية)، ويتعامل مع النيّة الصحيحة كالعمل الصالح والمنجز: "قَامَتِ النِّيَّةُ مَقَامَ إِصْلَاتِهِ لِسَيْفِهِ". في حين لم يتمّ القيام به (المسائل الاعتقادية). وبالإجمال، يمكن القول إنّ موضوع هذه الخطبة هو اعتقادي، أخلاقي.
لكن موضوع الخطبة رقم 210 ـ كما ذكر دشتي ـ علمي. فإنّ الإمام (8) بعد عدّ الحالات المختلفة لما في أيدي الناس من أحاديث النبي (|)، يصرّح بأنّ بعض الناس، وخاصّة بعض صحابة الرسول، يكذبون عليه تعمّداً، ثمّ يصنّف رواة الحديث في أربع فئات، والتي ثلاثة منها غير موثوقة، ويمكن اتّباع واحدة منها فحسب، وفقاً للمبادئ والأصول العلمية.
وفي البداية، ينذر الناس من اتّباع المنافقين الذين يستفيدون من "الزور، والبهتان"، للوصول إلى غاياتهم، وهما الزور والبهتان، إشارة إلى الأمور التي كانت وسيلة المنافقين للاقتراب من الأمويين. وعلى سبيل المثال، كانوا يقومون بجعل بعض الأحاديث في فضلهم وولايتهم، من قول النبي (|)؛ وإثر ذلك، كانوا يأخذون منهم أموالاً وأجوراً، وكانوا يشرفون على الأمور، ويتسلّطون على الناس في جميع شؤون حياتهم (بحراني، 1375ﻫ.ش، ص 2682).
وبذكر العبارة: "فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"، وهي كناية عن أنّه بذلك يستحقّ النار (شيرازي، 1410ﻫ، ص 306)، يلفت انتباه السامعين إلى شرائط النقل الصحيح لأحاديث النبي (|) إلى الناس، ليجتنبوا الكذب، ولا يصابوا بمثل هذا المصير، ويبیّن أنّ سبب اختلاف الروايات الموجودة هو عدم حفظها بشكل متقن من قبل الرواة؛ ولكنّه (8) قد اتّبع الطريقة العلمية، وسأل النبي (|) كلّ ما خطر بباله (8)، وقام بحفظ كلام رسول اللّٰه (|) حفظاً دقيقاً، دون أيّ وهم أو خطأ.
الخاتمة
في هذه الدراسة، قمنا بكشف السلاسل المعجمية الدلالية للخطبتين رقم 190 و210 من نهج البلاغة على ضوء نظرية ساكسنا، للحصول على كيفيّة دلالة أهمّها على الغرض الأصلي من إيراد الخطبتين من قبل الإمام علي (8). فهنا، وظّفنا الکمّ لمعرفة الکیف، وهذا هو غایة الاحصائیات. فتدلّ البيانات ومخرّجات النظرية على أنّه:
ـ هناك 65 سلسلة معجمية للخطبة رقم 190، وهناك 34 سلسلة معجمية للخطبة رقم 210؛ وهذه إجابة عن السؤال الأوّل.
ـ علاقة الترادف (40%)، والاشتمال (34%) هما أكثر استخداماً في الخطبة رقم 190؛ وعلاقة الترادف (35%)، والتضاد (35%)، والاشتمال (24%) هي أكثر استخداماً في الخطبة رقم 210؛ وهذه إجابة عن السؤال الثاني للبحث.
وأمّا الإجابة عن السؤال الثالث للبحث، فيمكن القول:
ـ في الخطبة 190، السلاسل رقم 16، 41 و65 (4.6% من السلاسل)، هي السلاسل المعجمية القوية، والسلسلتان رقم 1 و49، أقوى من سائر السلاسل المعجمية لهذه الخطبة. فالمفردات "هَوْلِ، رَوْعَاتِ، خِيفَةِ، مَخُوف، الْفَزَع، فَظِيعَة، تَوَحُّشاً، رَبِّ، اللّٰه، كَلَبُهَا، لَجَبُهَا، لَهَبُهَا، زَفِيرُهَا، سَعِيرُهَا، خُمُودُهَا، وُقُودُهَا، وَعِيدُهَا، قَرَارُهَا، أَقْطَارُهَا، قُدُورُهَا، أُمُورُهَا"، التي تدلّ على الوحشة والخوف من عذاب اللّٰه، وكذلك شدّة وكيفية حرق النار في جهنّم، وإلى جانبها، المفردات "أَجْر، ثَوَابَ، الْجَزَاءَ، جَاءَتْ، أَشْرَفَتْ، بُلُوغِ، أَزِفَتْ"، التي تدلّ على جزاء الأعمال الصالحة في الجنّة، وكذلك قرب يوم القيامة وظهور آياتها، لها أهمّ دور في تحديد المضامين الأصلية لهذه الخطبة.
ـ في الخطبة 210، السلسلتان المعجميتان 6 و28 (5.9% من السلاسل)، هما من السلاسل المعجمية القوية، والسلاسل رقم 1، 14 و15 أقوى من سائر السلاسل المعجمية لهذه الخطبة. فالمفردات "عَلِمَ، عَلِمَوَهِمَ، عَرَفَ، مَعْرِفَةٍ، أَئِمَّةِ، رَسُولِ"، التي تدلّ على العلم والمعلّم الذي من الواجب الاقتداء به، وإلى جانبها، المفردات "قَالَ، قَوْلَهُ، الْكَلَامُ، صِدْقاً، كَذِباً، كُذِبَ، كَاذِبٌ، يُصَدِّقُوا، نَاسِخاً، مَنْسُوخاً"، التي تدلّ على الحالات المختلفة لكلام الناس وشرائط قبوله أو رفضه، لها أهمّ دور في تحديد المضامين الأصلية لهذه الخطبة.
ـ إنّما تكرار الألفاظ الدالة على الخوف، والرعب، والعذاب، والثواب، والجزاء، وکذلك تكرار لفظ "اللّٰه" تسع مرّات، وكلمة "ربّ" مرّتين في الخطبة 190، مما يلفت انتباه المخاطب إلى المسائل الاعتقادية، ويسبّب في الخوف من اقتران القيامة والإعداد للموت واغتنام الفرص.
ـ إنّ تكرار المفردات "رَسُولِ، سَمِعَ، حَفِظَ، كَذَبَ، عَلِمَ"، في الخطبة 210، ينشئ في ذهن السامع جوّ التفكّر والتعمق العلمي حول ما يسمع من أقوال وأحاديث.
ـ إنّ ذكر المفردات الدالة على المسائل العلمية في الخطبة رقم 210، يتلاءم مع موضوع ذكر لها دشتي في كتابه فرهنگ موضوعات کلی نهج البلاغه، وهو علمي؛ لكن تدلّ النتائج على أنّ موضوع الخطبة رقم 190 اعتقادي، أخلاقي، خلافاً لما ذكر هذا الباحث القدير، وقام بتحديد موضوع اعتقادي، أخلاقي، عسكري لها.
[1]. Lexical Chain
[2]. Morris
[3]. Hirst
[4]. Synonym
[5]. Antonym
[6]. Identities
[7]. Hyponymy
[8]. Co Hyponymy
[9]. Meronymy
[10]. Co Meronymy
[11]. Ruseti
[12]. Tatar
[13]. Berker
[14]. Gungor
[15]. Galley
[16]. McKeown
[17]. Doran
[20]. Furnas
[21]. J.R. Firth
[22]. Saxena
[23]. Scores
[24]. Strong Chain
[25]. Jost Trier
[26]. Ulmann
[27]. Significance
[28]. Utility